كما قال في قوله تعالى في الآية الأخرى: ﴿عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا
نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ﴾ [الإسرَاء: 18] ، وهؤلاء ليس لهم في الآخرة إلا النار،
لأنَّهم لم يعملوا ما يُخَلِّصَهُم مِنْهَا، وكان عملهم في الآخرة باطلاً لا ثواب
له، لأنَّهم لم يريدوها.
قال قتادة: «يقُولُ تعالى: مَنْ كَانت الدُّنيا همَّهُ
وَطِلَبتَهُ وَنَيَّتَهُ، جَازَاه اللَّهُ بَحَسَنَاتِه فِي الدُّنْيِا، ثُّمَّ
يُفْضِي إلى الآخِرَةِ وَلَيْسَ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَىِ بِهَا جَزَاءٌ، وَأمَّا
المُؤْمنُ، فُيَجَازَى بِحَسَنَاتِه فِي الدُّنْيَا وَيُثَابُ عَلَيْهَا فِي
الآخِرَة».
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : «ذُكر عَن
السَّلف في معنى الآية أنواعًا مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه».
فمَن ذَلِكَ: العمل الصالح الذي يفعله
كثير مِنْ الناس ابتغاء وجه اللَّه مِنْ صدقةٍ وصلاةٍ وصلةٍ وإحسانٍ إلى الناس
وتركِ ظلمٍ ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصًا للَّه، لكنه لا يريد ثوابه
في الآخرة، إِنَمَّا يريد أَنْ يجازيه اللَّه بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله
وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب مِنْ النار، فهذا
يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب، وهذا النوع ذكره ابن عباس.
النوع الثاني: وهو أكبر مِنْ الأول وأخوف،
وهو الذي ذكره مجاهد في الآية أنَّها أُنْزِلَت فيه، وهو أَنْ يعمل أعمالاً صالحةً
ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة.
النوع الثالث: أَنْ يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً، مثل أَنْ يحج لمال يأخذه، أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، أو يُجاهد لأجل المغنم، فقد ذُكر هذا النوع أيضًا في تفسير الآية،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد