وكما يتعلمُ الرجل لأجل
مدرسة أهل أو مكسبهم أو رئاستهم، أو يتعلم القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة
المسجد، كما هو واقع كثيرًا.
النوع الرابع: أَنْ يعمل بطاعة اللَّه
مخلِصًا في ذلك للَّه وحده لا شريك له، لكنه على عمل يُكفِّره كُفرا يُخرِج عن
الإسلام، مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا اللَّه أو تصدَّقوا أو صاموا ابتغاء وجه
اللَّه والدار الآخرة.
والآيتان تتناولان هذه الأنواع الأربعة، لأَنَّ لفظهما
عام.
فالأمر خطيرٌ، يوجب على المسلم الحذر مِنْ أَنْ يطلب
بعمل الآخرة طمع الدنيا.
وقد جاء في «صحيح
البخاري» أن مِنْ كان قصده الدنيا يجري وراءها بكل همه أنَّه يصير عبدًا لها:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ
الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ
سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» ([1]). ومعنى «تَعِسَ» لغةً: سمط، والمراد هنا هلك،
وسمَّاه عبدًا لهذه الأشياء لكونها هي المقصودة بعمله، فكل مِنْ توجه بقصده لغير
اللَّه، فقد جعله شريكا له في عبوديته، كما هو حال الأكثر.
وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على مِنْ جعل الدنيا قصده وهمه بالتعاسة والانتكاسة وإصابته بالعجز عن انتقاش الشوك مِنْ جسده، ولابد أَنْ يجد أثر هذه الدعوات كل مِنْ اتصف بهذه الصفات الذميمة فيقع فيما يضره في دنياه وآخرته.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2887).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد