وقوله: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ
مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ
وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ٥وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ
وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ ٦﴾[الأحقاف: 5-6]،
وقوله تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ
جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ
٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ
ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١﴾[سَبَإ: 40-41] ، وقوله تعالى ﴿وَإِذۡ
قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي
وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ
أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ﴾: [المَائدة: 116].
9- ومنها: رَدُّه سبحانه على المشركين في اتخاذهم
الوسائط بينهم وبين اللَّه بأَنَّ الشفاعة ملك له سبحانه، لا تطلب إلا منه، ولا
يشفع أحد عنده إلا بإذنه، بعد رضاه عن المشفوع له، قال سبحانه: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ
شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣قُل
لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ
إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤﴾ [الزُّمَر: 43-44]، وقوله سبحانه: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾[البَقَرَة: 255]، وقوله: ﴿وَكَم
مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ
بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾[النّجْم: 26]، فبين
سبحانه في هذه الآيات أَنَّ الشفاعة ملكه وحده، لا تُطلب إلا منه، ولا تحصل إلا
بعد إذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له.
10- ومنها: أنَّه بَيَّن سبحانه أَنَّ هؤلاء المعبودين مِنْ دونه لا يحصل منهم نفع لمَنْ عبدهم مِنْ جميع الوجوه، ومَن هذا شأنَّه لا يصلح للعبادة، كما في قوله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣﴾[سَبَإ: 22-23].
الصفحة 4 / 367