العاشر: الابتعاد عن كل سبب يحول
بين القلب وبين اللَّه مِنْ الشواغل.
ومِنْ توابع محبَّة اللَّه ولوازمها محبَّة رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم فعن أنس رضي الله عنه : أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ» ([1])، أي: لا يؤمن
الإيمان الكامل إلا مِنْ كان الرسول أحبُّ إليه مِنْ نفسه وأقرب الناس إليه.
ومحبَّة الرسول تابعةٌ لمحبَّة اللَّه ملازمة لها، ومَن
أحب الرسول صلى الله عليه وسلم اتبعه، فمَن ادعى محبته عليه الصلاة والسلام وهو
يخالفه فيما جاء به فيطيع غيره مِنْ المنحرفين والمبتدعين والمخرفين فيحيي البدع
ويترك السنن، فهو كاذبٌ في دعواه أنَّه يحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ،
لأنَّ المُحِبَّ يطيع محبوبه.
فالذين يحدثون البدع المخالفة لسُّنَّة الرسول بإحياء الموالد وغيرها مِنْ البدع، أو يفعلون ما هو أعظم مِنْ ذلك مِنْ الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعائه مِنْ دون اللَّه، وطلب المدد منه والاستغاثة به، ومع هذا يدَّعون أنَّهم يحبونه، فهذا مِنْ أعظم الكذب، وهم كالذين قال اللَّه فيهم: ﴿وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعۡنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾[النُّور: 47]، لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذه الأمور، وقد خالفوا نهيه وارتكبوا معصيته، وهم يدعون أنَّهم يحبُّونه، فكذبوا، نسأل اللَّه العافية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).
الصفحة 2 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد