واللَّه هو المتفرد بعلم الغيب، فَمَنْ ادعى مشاركته في
شيء مِنْ ذلك بكهانة أو غيرها أو صَدَّقَ مِنْ يَدَّعِي ذَلِكَ، فقد جعل للَّه شريكا
فيما هو مِنْ خصائصه، وهو مُكَذِّبٌ للَّه ولرسوله.
وكثيرٌ مِنْ الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو مِنْ
الشرك والتقرب إلى الوسائط التي يستعان بها على دعوى العلوم الغيبية.
فالكهانة شِرك مِنْ جهة دعوى مشاركة اللَّه في علمه الذي
اختص به، ومِنْ جهة التقرب إلى غير اللَّه.
وفي صحيح مسلم عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ([1]).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِي
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَتَى
كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ» ([2]).
ومما يجب التنبيه عليه والتحذير منه أمر السَحرة والكٌهَّان والمشعوذين الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصْلِحون، فبعضهم يظهر للناس بمظهر الطبيب الذي يداوي المرضى، وهو في الحقيقة مفسد للعقائد، بحيث يأمر المريض أَنْ يذبح لغير اللَّه، أو يكتب له الطلاسم الشركية والتعاويذ الشيطانية. والبعض الآخر منهم يظهر بمظهر المُخْبِرِ عن المغيبات وأماكن الأشياء المفقودة، بحيث يأتيه الجهَّال يسألونه عن الأشياء الضائعة، فيخبرهم عن أماكن وجودها، أو يحضرها لهم بواسطة الشياطين. والبعض الآخر منهم يظهر بمظهر الولي الذي له خوارق وكرامات، كدخول النار، وضرب نفسه بالسلاح، ومسك الحيات... وغير ذلك،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2230).
الصفحة 2 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد