×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وآخر ما نزل عليه - أو: مِنْ آخر ما نزل عليه- قوله تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ٢سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ ٣ [المَسَد: 1-3] ».

ثم ذكر نصوصًا كثيرةً في استغفار النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: «ونُصوص الكتاب والسُّنَّة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة. ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص مِنْ جنس تأويلات الجهمية والباطنية، كما فعل ذلك مِنْ فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبِّين لمَنْ تدبَّرها أنَّها فاسدةٌ، مِنْ باب تحريف الكلم عن مواضعه، كتأويلهم قول: ﴿لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [الفَتْح: 2] ، المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلوم البطلان».

وقال أيضًا: «والجُمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم، يقولون: إِنَّهُّم مَعْصُومُون مِنْ الإقرار عليها، وحينئذ، فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم، فإِنَّ الأعمال بالخواتيم، وقول المخالف يلزم عليه كون النبي لا يتوب إلى اللَّه». انتهى المقصود.

·       ويمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي:

عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- منها ما هو مُجمع عليه بداية ونهاية، ومنها ما هو مُختلفٌ فيه بداية لا نهاية... وبيان ذلك:

1- أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن اللَّه تعالى وفي تبليغ رسالاته، لأَنَّ هذه العصمة هي التي يحصل بها مقصود الرسالة والنبوة.

2- واختلفوا في عصمتهم مِنْ المعاصي: فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقًا كبائرها وصغائرها، لأَنَّ منصب النبوة يجل عن مواقعتها


الشرح