قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : «ويُقَالَ: النُّفُوسُ ثَلاَثَةٌ أنْوَاعٍ، وهي:
النَّفْسُ
الأمَّارَةُ بالسُّوءِ: الَّتِيْ يَغْلَبُ عليها اتَّبَاع
هَوَاهَا بفعل الذُّنُوب والمَعَاصِيْ.
والنَّفْسُ
اللَّوَّامَةُ: وهي الَّتِيْ تُذْنِبُ وَتَتُوبُ، ففيها خَيْرٌ
وَشَرٌّ، ولَكِنْ إذا فَعَلَتِ الشَّرَ، تَابَتْ وَأنَابَتْ، فَتُسَمَّى
لَوَّامَةُ، لأنَّهَا تَلُوم صَاحبها على الذُّنُوب، ولا تَتَلَوَّم، أيْ:
تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الخَيْرِ والشَّرِّ.
والنَّفْسُ
المُطْمَئِنَّة: وهي الَّتِيْ تُحِبُّ الخير والحسنات، وتَبْغَضُ
الشَّرَّ والسَّيِّئَات، وَقَدْ صَار ذلك لها خُلُقًا وعَادَةُ.
فهذه صفاتٌ وأحوالٌ لذاتٍ
واحدة، لأنَّ النَّفْسَ الَّتِيْ لِكُل إنسان هي نَفْسٌ واحدة.
والرُّوْح أيضًا
تُطْلَقُ عَلَى مَعَانِ:
منها: القُرْآنُ الَّذِي أوْحَاه اللَّه تعالى إلى رَسُولِه، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ﴾ [الشّورى: 52].
وعلى جبريل، قال
تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ﴾ [الشُّعَرَاء: 193].
وعلى الوَحْي الَّذِي يُوْحِيْه إلى أنْبيَائه ورُسُله، قال تعالى: ﴿يُلۡقِي ٱلرُّوحَ
مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ﴾ [غَافر: 15] ، سُمِّيَ
رُوْحًا لما يحصُلُ به مِنْ الحياة النَّافِعَةِ، فَإنَّ الحَيَاة بِدُونه لا
تَنْفَع صَاحبِهَا البَتَّة، وسُمِّيَت الرُّوْحُ رُوْحًا لأنَّ بها حَيَاةُ
البَدَن.
وتُطْلَقُ الرُّوْحُ
- أيضًا- على الهواء الخارج مِنْ البَدَنِ
والهَوَاء الدَّاخِل فيه.
وتُطْلَقُ الرُّوْحُ على ما سبق بيانه، وهو ما يحصل بفراقه الموت،
الصفحة 2 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد