وَالصِّلَة
وَالْمَعْرُوف وَالإِْحْسَان عِنْد رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَل رَأْسه، فَتَقُول
الصَّلاَة : مَا قِبَلِي مَدْخَل ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينه، فَيَقُول الصِّيَام:
مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَاره فَتَقُول الزَّكَاة: مَا
قِبَلِيْ مَدْخَل، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَل رِجْلَيْهِ، فَيَقُول: فِعْل
الْخَيْرَات مِنْ الصَّدَقَة، وَالصِّلَة وَالْمَعْرُوف، وَالإِْحْسَان مَا
قِبَلِي مَدْخَل فَيَقُول لَهُ: اِجْلِسْ، فَيَجْلِس وقَدْ مَثَلَتْ لَهُ الشَّمْس
وَقَدْ أخذت الْغُرُوبِ، فَيُقَال لَهُ: هَذَا الرَّجُل الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا
تَقُول فِيهِ؟ وَمَاذَا تَشْهَد بِهِ عَلَيْهِ ؟ فَيَقُول: دَعُونِي حَتَّى
أُصَلِّيَ فَيَقُولُونَ إنَّكَ سَتُصَلِّيْ، أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ
عَنْهُ» الحديث ([1]).
·
فهذه الأحاديث وما جاء بمعناها تدلُّ على
مسائل:
1-أنَّ السؤال يحصل حين يوضع الميت في قبره، وفي هذا رَدٌ على أهل البدع -
كأبي الهذيل والمريسي- القائلين: إنَّ السؤال يقع بين النفختين.
2-تسمية الملكين مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ، وفي هذا ردٌ على مَنْ زعِم مِنْ
المعتزلة أنَّه لا يجوز تسميتهما بذلك، وأوَّلوا ما ورد في الحديث بأَنَّ المراد
بالمنكر تلجلجه إذا سُئِلَ، والنكير تقريع الملائكة له.
أنَّها تُرَدُّ روحُ الميِّتِ إليه في قبره حين السؤال، ويجلس ويُسْتَنْطَق، وفي هذا ردٌ على أبي محمد بن حزم حيث نَفَى ذلك، إِلاَّ إنْ كان يريد نفي الحياة المعهودة في الدُّنْيَا، فهذا صحيح، فإنَّ عود الروح إلى بدن الميت ليس مثل عودها إليه في هذه الحياة الدُّنْيَا، وإِنْ كان ذاك قد يكون أكمل مِنْ بعض الوجوه،
([1]) أخرجه: ابن حبان رقم (3113).
الصفحة 2 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد