وقد تغير الوضع وصار غالب موالاة النَّاس ومعاداتهم لأجل
الدُّنْيَا، فمَنْ كان عنده مطمع مِنْ مطامع الدُّنْيَا، وَالُوهُ، وإنْ كان عدوًا
للَّه ولرسوله ولدين المسلمين، ومَن لم يكن عنده مطمع مِنْ مطامع الدُّنْيَا،
عادوه، ولو كان وليًّا للَّه ولرسوله عند أدنى سبب، وضايقوه واحتقروه.
وقد قال عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما : «مَنْ أَحَبَّ فيْ اللَّه، وأَبْغَضَ فِيْ
اللَّهِ، وَوَالَى في اللَّهِ، وَعَادَى فِيْ اللَّه، فَإنَّمَا تُنَالُ وِلاَيَة
اللَّهِ بِذَلَك، وَقَدْ صَارَتْ عَامَّة مُؤَاخَاةِ النَّاسِ عَلى أَمْرِ
الدُّنْيَا، وذلك لا يُجْدِيْ عَلى أَهْلِه شَيْئًا». رواه ابن جرير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم : «إنَّ اللَّهَ تَعَالى
قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» ([1]).
وأشد الناس محاربة للَّه مَن عادى أصحاب رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم وسبهم وتنقصهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا، فمَنْ
آذَاهُمْ، فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى
اللَّهَ، يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» ([2]).
وقد صارت معاداة الصحابة وسبهم دينًا وعقيدة عند بعض
الطوائف الضالة، نعوذ باللَّه مِنْ غضبه وأليم عقابه، ونسأله العفو والعافية.
****
الصفحة 3 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد