×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

3- جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله ، فقال: مِنْ أين أحْرِمُ؟ فقال: «مِنْ الميْقَات الَّذِي وَقَّت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَأَحْرَم مِنْه». فقال الرَّجُل: فإنْ أحْرَمْتُ مِنْ أبْعَدَ مِنْهُ؟ فقال مَالِكٌ: «لا أرَى ذلك»، فقال: مَا تَكْره مِنْ ذلك؟ قال: «أكْرَهُ عليك الفِتْنَة» قال: وأيُّ فِتْنةٍ في ازْدياد الخَيْر؟ فقال مالك: «فإِنَّ اللَّه تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النُّور: 63] ، وأي فِتْنةٍ أعْظَمُ مِنْ أنَّكَ خُصِّصْتَ بِفَضْل لم يُخْتَصَّ بِه رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟».

وهذا نموذج، ولا زال العلماء ينكرون على المبتدعة في كل عصر، والحمد للَّه.

·       منهج أهل السُّنَّة والجماعة في الرد على أهل البدع:

منهج أهل السُّنَّة والجماعة في الرد على أهل البدع مبني على الكتاب والسُّنَّة، وهو المنهج المقنع المفحم، حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها، ويستدلون بالكتاب والسُّنَّة على وجوب التمسك بالسُّنَن والنهي عن البدع والمحدثات.

وقد ألَّفُوا المؤلفات الكثيرة في ذلك، وردوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة، وألفوا كتبا خاصة في ذلك، كما ألف الإمام أحمد كتاب «الرد على الجهمية»، وألف غيره مِنْ الأئمة في ذلك، كعثمان ابن سعيد الدَّارمي، وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرهم مِنْ الرد على تلك الفرق وعلى القبورية والصوفية.


الشرح