ورَوَّجُوا الشُّبَهِ حوله، أُفْرِدَ بالبحث، وجُعِلَ
قسمًا مستقلاً، وأُلِّفَتْ فيه المؤلفات الكثيرة.
فألَّف الإمام أحمد رَدَّه المشهور على الجهمية،
وأَلَّفَ ابنه عبد اللَّه كتاب «السُّنَّة»،
وألَّف عبد العزيز الكناني كتاب «الحيدة»
في الرد على بشر المريسي، وألَّف أبو عبد اللَّه المروزي كتاب «السُّنَّة»، وألف عثمان بن سعيد كتاب «الرد على بشر المريسي»، وألف إمام
الأئمة محمد بن خزيمة كتاب «التَّوْحِيْد»،
وألف غير هؤلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم هؤلاء ومَنْ جاء بعدهم
وسار على نهجهم، فللَّه الحمد والمنة على بيان الحقِّ ودَحْضِ الباطل.
وَأوَّلُ مَن عُرِفَ عنه إنكارُ الصفات بعض مشركي العرب
الذين أنزل اللَّه فيهم قوله: ﴿كَذَٰلِكَ
أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ
عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ [الرّعد: 30].
وسبب نزول هذه الآية: أَنَّ قريشًا لما سمعت رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل اللَّه فيهم: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ [الرّعد: 30].
وذكر ابن جرير أَنَّ ذلك كان في صُلْح الحدَيْبية، حين
كتب الكاتب «بِسْمِ اللَّهِ الرحمن
الرَّحِيمِ»، قالت قريشٌ: أما الرحمن، فلا نعرفه.
روى ابن جرير أيضًا عن ابن عباس: كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَدْعُو سَاجِدًا يَقُولُ: «يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيْمُ»، فقال المشركون: هَذا يَزعُم أنَّهُ يَدْعُو واحدًا وهو يَدْعُو مثنى. فأنزل: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾ [الإسرَاء: 110].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد