×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

الدُّرُّ النَّضيدُ في إخلاص كلمةِ التَّوحِيد

****

  هذا اسمُ هذه الرِّسالة: «الدُّرُّ النَّضيدُ في إخلاص كلمة التَّوحِيد». و «الدُّرُّ» معروفٌ، وهو: جَمْعُ دُرَّةٍ، وهي شيءٌ نفيسٌ يُؤخَذ مِن البحر ويُتَحَلَّى به، وهو غالي الثَّمَن.

«النَّضيد»؛ يعني: منضود، أي: منظومٌ في سِلكٍ، فالمُؤلِّفُ شَبَّهَ هذه الرِّسالةَ بالدُّرِّ النَّضيدِ؛ أي: أنها رسالةٌ قَيِّمةٌ، والكلام فيها دُرٌّ؛ لأنه مأخوذٌ مِن الكِتاب والسُّنَّة وكلام الأئمَّةِ.

«في إخلاص كلمة التَّوحِيد»: كلمة التَّوحِيد هي «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، تُسمَّى كلمةَ التَّوحِيد؛ لأنها تَنفِي العبادةَ عن غير الله، وتُثبِتُ العبادةَ لله وحده، وتُبطِل جميع الآلهة ما سوى الله، وتُسمَّى كلمةَ الإخلاصِ وكلمةَ التَّقوى ومفتاحَ الجَنَّةِ، وهي كلمةٌ عظيمةٌ تتكَوَّن مِن نَفيٍ وإثباتٍ، نَفْي الشِّرك وإثبات التَّوحِيد، وأنه لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، فهو الإله الحَقُّ وما سواه فهي آلهةٌ باطلةٌ، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [الحج: 62]، هذه كلمةُ التَّوحِيد، وتُسمَّى «كلمةَ الإخلاص»؛ لأنها تُخلص العبادة لله وتَنفِيها عمَّا سواه، وتُسمَّى «كلمةَ التَّقوى»، قال تعالى: ﴿وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ [الفتح: 26]، فهي كلمةُ التَّقوى، وتُسمَّى «العُروَةَ الوُثقَى»، قال تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256]، فمعنى «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»: الكُفر بالطَّاغوت والإيمانُ بالله، فَـ «لا إِلَهَ» هذا كُفْرٌ بالطَّاغوت.


الشرح