فكيف بمن نادى غير الله، وطَلَبَ منه ما لا يُطلَب
إلاَّ من الله، واعتَقَدَ استقلاله بالتأثير، أو اشتراكه مع الله عز وجل.
****
أنها سببٌ من الأسباب واتَّخَذتُها مِثْلَمَا
يَتَّخِذُها الناسُ، وظننتُ أنها تَنفع؛ نقول: ظَنُّكَ هذا حرامٌ ولا يَجوزُ،
والعقيدة لا تُبنَى على الظن، قال تعالى: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا
يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡٔٗا﴾
[النجم: 28]، فالعقيدة تُبنَى على أمورٍ يقينيةٍ، ولا تُبنَى على ظنونٍ.
قوله: «فكيف بمن نادى غير الله، وطَلَبَ منه ما لا يُطلب إلاَّ من الله»؛
أي: إذا كان هذا فيمن اتَّخَذَ هذه الأشياء ظانًّا أنها تَنفع، فكيف بمن ينادي غير
الله ويستغيث بغير الله من عُبَّاد القبور والأَضْرِحَة؟ فالأمر أَشَدُّ؛ حتى قال
بعضهم: إن الأولياء يَقدِرُون على خَلْقِ الأجنة في البطون!
قوله:
«وطَلَبَ منه ما لا يُطلب إلاَّ من الله»:
أما ما يُطلب من المخلوق فلا بأس به فِيمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، أما الشيء الذي لا
يَقدِرُ عليه المخلوق؛ فلا تَطلُبْه إلاَّ مِن الله.
قوله:
«واعْتَقَدَ استقلاله بالتأثير»؛ أي:
اعْتَقَدَ استقلال غير الله بالتأثير في هذه الأشياء، وأنهم قادرون على أن
يُوجِدُوها وأن يَخلُقُوها؛ فهذا أَشَدُّ، وهذا شِركٌ في الربوبية، يَنشَأُ عنه
شِركٌ في الأُلُوهِيَّة.
حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه واضحٌ في أن الجهل بالتَّوحِيد يُوقِع في الشرك، وأنه يَجِبُ تَعَلُّمُ التَّوحِيد وتَعَلُّم ما يُضَادُّه من الشرك، ودراسة هذه الأمور؛ لأن هناك مَن يُزهِّد في تدريس التَّوحِيد، ومعرفة أمور الشرك، وجَعْلِ ذلك في المناهج الدراسية؛ يقولون: أولاد المسلمين
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد