×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

وَقَد أَخْبَرَنَا الله - سُبْحَانَهُ - أن الدُّعَاء عبَادَة فِي مُحكَم كِتَابه بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غَافِر: 60]. وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، والترمذيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيث النُّعمان بْن بَشِير قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1])، وفي رِوَايَة: «مُخُّ الْعِبَادَةِ» ([2])، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الآيَة المَذْكُورَة، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَالحَاكِمُ، وَأَحْمَدُ وَابْن أبي شيبة باللفظ المذكور.

****

 وَقَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجِنّ: 18] فَالدُّعَاءُ لله عز وجل، فَلاَ يُدعَى ميتٌ ولا قبرٌ ولا حَجرٌ ولا شجرٌ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ١٣إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ ١٤ [فَاطِر: 13- 14] يتبرؤون منكم، ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ [فَاطِر: 14] وَهُوَ الله عز وجل، وَهَذَا مَآلُ المشركين يَوْم القِيَامَة، فَفِي الدُّنْيَا يعيشون عَلَى ضَلاَل وَعَلَى جهلٍ وَعَلَى شرٍّ، وفي الآخِرَة يَلقَوْن جزاءَهم عِنْدَ الله.

 قَوْله: «وَقَد أَخْبَرَنَا الله - سُبْحَانَهُ - أن الدُّعَاء عبَادَةٌ فِي مُحكَم كِتَابه» فَالدُّعَاء هُوَ العِبَادَة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1481)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18353).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3371)، والطبراني في «الدعاء» رقم (8).