وأَخْرَجَ أيضًا عن عقبة بن عامر مرفوعًا: «مَنْ
تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلاَ
وَدَعَ اللهُ لَهُ» ([1])، وفي روايةٍ:
«مَنْ عَلَّقَ تَمَيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ» ([2]).
****
النهي عن تعليق الخيط والحلقة ونحوهما لِدَفْعِ
البلاء أو رَفْعِهِ، كما تَرجَمَ الشيخُ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رحمه الله
في كتاب التَّوحِيد فقال: «باب: مَن
لَبِسَ الحلقةَ والخيطَ ونحوَهُما لِرَفعِ البلاء أو دَفعِهِ»؛ أي: رَفْع النازل
أو دَفْع الذي لم يَنزِل، ثم أَوْرَدَ هذه الأحاديثَ.
قوله صلى الله عليه وسلم «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ
أَتَمَّ اللهُ لَهُ»؛ يعني: عَلَّقَ قَلْبَهُ بها أو
اعتَمَدَ عليها، والتميمة شيءٌ يُعلِّقونه على الأولاد لِمَنْعِ العَيْن، فمَن
تَعَلَّقَها لِعَرَضٍ فَلاَ أَتَمَّ اللهُ له أَمْرَهُ ومَقصدَهُ، هذا في تعليق
تميمةٍ، فكيف بالذي يَصرُخُ ويدعو صاحبَ القبر؟! هذا أَشَدُّ مِن تعليق التميمة.
قوله:
«وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلاَ وَدَعَ
اللهُ لَهُ»، الودعة: الخرزة، يَجعَلُون خرزًا يَعتَقِدون أنه يَدفَعُ عنهم
العينَ، ويَدفَعُ عنهم الحُمَّى، «فَلاَ
وَدَعَ اللهُ لَهُ» يعني: لا تَرَكَ له خَيْرًا، دعا عليهم الرسول صلى الله
عليه وسلم.
قوله: «وفي ورايةٍ: «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ»»، في الحديث الأول قال: «فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ»، وفي هذه الرواية قال: «فَقَدْ أَشْرَكَ»؛ لأنه اعتَمَدَ على غير الله في دَفْعِ الضُّرِّ.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17404)، وأبو يعلى رقم (1759)، والطبراني في «الشاميين» رقم (234).
الصفحة 1 / 327