وَالعِلَّة الموجِبة لِلحُكم بالكفر لَيْسَت إلاَّ
اعْتِقَاد أنه مشاركٌ لله عز وجل فِي عِلم الغَيْب، مَعَ أنه فِي الغَالِب يَقَع
غير مصحوب بِهَذَا الاِعْتِقَاد، وَلَكِن مَن حامَ حول الحِمى يُوشِك أن يَقَعَ
فيه.
****
قَوْله: «وَالعِلَّة الموجِبة لِلحُكم بالكفر لَيْسَت إلاَّ اعْتِقَاد أنه
مُشارِكٌ لله تَعَالَى فِي عِلم الغَيْب»؛ أي: تصديقه فِي ادِّعاء عِلم الغَيْب،
فمَن صَدَّقَه فِي ادِّعَاءِ عِلم الغَيْبِ فَقَد كَفَرَ بالله عز وجل، وَأَشْرَكَ
بالله فِي صِفَةٍ مِن صفاته - سُبْحَانَهُ - وَهِيَ عِلم الغَيْب، قَالَ تَعَالَى:
﴿قُل لَّا
يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ﴾ [النَّمْل: 65].
قَوْله:
«مَعَ أنه فِي الغَالِب يَقَع غير مصحوب
بِهَذَا الاِعْتِقَاد، وَلَكِن من حام حول الحِمى يوشك أن يَقَع فيه»؛ أي:
لَوْ لَمْ يُصدِّقْهم وَلَمْ يَعتَمِد عَلَى كَلاَمهم؛ فإنه حام حول حِمى الشِّرْك
وحِمى الكفر، فَلاَ يَجُوزُ أن يَذهَبَ إِلَيْهِمْ ويقول: هَذَا من بَاب الإطلاع
وإلا فإنا غير مُصدِّقِيهم!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد