وأَخرَجَ الترمذيُّ وحَسَّنَهُ، والحاكمُ
وصَحَّحَهُ، من حديث عُمَرَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ». ([1]).
وهذه الأحاديث في
دواوين الإسلام، وفيها أن الحلف بغير الله يَخرُجُ به الحالفُ عن الإسلام؛ وذلك
لكون الحلف بشيءٍ مظنةُ تعظيمه، فكيف بما كان شركًا محضًا يَتضَمَّن التَّسوِيَةَ
بين الخالق والمخلوق في طَلَبِ النفع أو استدفاع الضرِّ،
****
أن
مَن حَلَفَ بالعزى فقد أَشْرَكَ؛ ولذلك قال: «فَلْيَقُلْ:
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛ لأن «لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ» كلمة التَّوحِيد يُكفَّر بقولها حَلِفُه بغير الله،
فدَلَّ على أن الحلف بغير الله شركٌ، يحتاج قائله إلى أن يقول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، ومن
الأُلُوهِيَّة لله الحلفُ به
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ» أيًّا كان ذلك، ولو كان نبيًّا، أو
مَلَكًا من الملائكة «فَقَدْ أَشْرَكَ»؛
أي: أَشْرَكَ بالله؛ لأن الحلف إنما يكون بالله أو بصفةٍ من صفاته، هذا هو
التَّوحِيد.
قوله:
«وهذه الأحاديث»؛ أي: التي ساقَها، هي
موجودة «في دواوين الإسلام»؛ أي: في
كُتُب السُّنَّة.
قوله: «وفيها أن الحلف بغير الله يَخرُج به الحالفُ عن الإسلام»، هذا صريح الأحاديث، «فَقَدْ أَشْرَكَ»، «فَقَدْ كَفَرَ»، «فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، لكن هذا الخروج قد يكون خروجًا كليَّا - والعياذ بالله -
الصفحة 1 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد