كما ثَبَتَ في «الصحيح» عن عائشة رضي الله عنها:
أن أم سلمة رضي الله عنها ذَكرَت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسةً رَأَتْهَا
بأرض الحبشة وما فيها من الصُّوَر فقال: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ
الرَّجُلُ - أَوِ الْعَبْدُ - الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا،
وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» ([1])،
****
أم سلمة رضي الله عنها كانت ممن هاجر إلى
الحبشة -أرض النصارى- وفيها كنائس مُزخرَفة وفيها صُوَرٌ، فذَكرَت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم مُستغرِبةً له، فقال صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ
تِلْكَ الصُّوَرَ» فتُصبِح هذه الصور أوثانًا تُعبَد من دون الله؛ كما حَصَلَ
لقوم نوح مع صُوَرِ الصالحين.
قوله: «أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» شرار: جمع شَرٍّ، أو جمع شِرِّيرٍ، أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ؛ أي: إنَّ أَشَرَّ الخَلق عند الله هؤلاء، لأنهم ضَلُّوا وأَضَلُّوا، فهم شَرُّ الخليقة، وهم يَزعُمون أنهم خير الخليقة وأن عَمَلَهُم هذا عملٌ صحيحٌ، وأنه تقدير للصالحين واحترام لهم واحتفاظ بمكانتهم، وصور تذكارية تُذَكِّرُ بأحوالهم! هذا هو الذي حَذَّرَ منه صلى الله عليه وسلم هذه الأُمَّةَ، وهو واقعٌ في الأمم السابقة، كما حصل لقوم نوح مع صور الصالحين.
الصفحة 1 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد