ولابن خزيمة عن مجاهد: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ [النجم: 19]،
قال: كان يَلتُّ لهم السَّوِيقَ فمات فعَكَفُوا على قبره ([1]).
وكل عاقل يَعلَم
أن لزيادة الزخرفة للقبور، وإسبال الستور الرائعة عليها، وتسريجها والتأنق في
تحسينها تأثيرًا في طبائع غالب العوام، يَنشَأ عنه التعظيم والاعتقادات الباطلة،
****
وقوله
جل وعلا: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱللَّٰتَ﴾ بالتخفيف، أو «اللاَّتَّ» بالشديد، ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ ١٩وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ ٢٠﴾ [النجم: 19- 20] هذه أكبر أصنام العرب، اللات في
الطائف، والعُزَّى حول مكة، ومناة حول المدينة للأوس والخزرج يُحْرِمُون منها
للحج، وهذه أكبر أصنام العرب، يقول الله جل وعلا: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ أين ذَهَبَت؟ هل دَافَعَت عن نفسها؟ هل أَغْنَت عن
نفسها شيئًا؟ فكيف تَعبُدُونها وهي حجارة وقبور، هل أَغنَتْكُم؟ هل دَفَعَت عن
أنفسها لَمَّا هُدِمَت.
فدَلَّ
هذا على أن ما يُعتَقَد فيه من دون الله من شجرٍ أو حجرٍ أو قبرٍ؛ فإنه يكون صنمًا
ووثنًا يُعبَد من دون الله، مثل اللات والعزى ومناة؛ لا فَرْقَ في ذلك.
قوله: «وكل عاقل... إلخ» كل عاقل يَعلَم أن القبور إذا زُخرِفَت بأنواع الزخارف ورُفِعَ عليها البنيان وأُسرِجَت وكُتِبَ عليها، وكُسِيَت بالستور الفاخرة، أن ذلك يَجذِبُ قلوب العوام فيَعتَقِدُون فيها؛ ولذلك نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن رَفْعِ القبور، والبناء على القبور، ونَهَى عن تجصيص القبور، ونَهَى عن الكتابة عليها، كل ذلك سَدٌّ لذريعة الشرك،
([1]) أخرجه: الطبري في تفسيره (22/523).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد