فانظُر إِلَى ما فِي هَذِهِ الأَحَادِيث من الوعيد
الشَّدِيد للمصوِّرِين، لِكَونهم فَعَلُوا فِعلاً يُشبِه فِعل الخَالِق، وإن لَمْ
يَكُن ذَلِكَ مَقْصُودًا لَهُم،
****
يُقَال لَهُ يَوْم القِيَامَة: أَحْيِ ما خَلَقْتَ.
فيُكَلَّف أن يَنفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بنافخٍ؛ لأن الرُّوح مِن أَمْرِ
الله عز وجل، لا يَقدِر عَلَى خَلقِها إلاَّ الله، وَلَكِنَّهُ يؤمَر أَمْرَ
تعجيزٍ وتعذيبٍ أن يَنفُخَ فِي كل صورةٍ صَوَّرَها الرُّوحَ، ولن يَقدِرَ عَلَى
هَذَا.
قَوْله:
«أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً» هَذَا عمومٌ،
يَشمَل أي صورة: «إِلاَّ طَمَسْتَهَا».
وَقَوْله:
«وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا»؛ يَعْنِي:
مُرتفِعًا عَن القبور بالبناء عَلَيْهِ أو بتراب كَثِير غير ترابه «إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» إلاَّ أَزَلتَ
ارتفاعَه وجَعَلتَه كَسَائِرِ القبور حَتَّى لا يُعرَفَ مِن بَينِهَا.
يَقُول المُؤَلِّفُ رحمه الله: «انْظُر إِلَى ما فِي هَذِهِ الأَحَادِيث من
الوعيد الشَّدِيد» المتنوع كله يدل عَلَى تغليظ تَحْرِيم التصوير وشدة عَذَابه
عِنْدَ الله يَوْم القِيَامَة.
قَوْله:
«لكونهم فَعَلُوا فِعلاً يُشبِه فِعل الخَالِق»؛
لأن التصوير من اختصاص الله، فهم يُرِيدُونَ أن يشابِهوا الله فِي خَلقِه وَمَا
هُوَ من خصائصه سُبْحَانَهُ.
قَوْله: «وإن لَمْ يَكُن ذَلِكَ مَقْصُودًا لَهُم» فالنظر إِلَى الفِعْل وَلَيْسَ إِلَى النية، لو قَالَ: أنا ما قَصدتُ مضاهاةَ خَلقِ الله! نَقُول: فِعلُكَ هَذَا مضاهاة لِخَلقِ الله، نَوَيتَ ذَلِكَ أم لا، لَكِن إِذا نَوَيتَه فالأمرُ أَشَدُّ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد