×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

فانظر: كيف جَعَلَ الرُّقَى والتمائم والتولة شِركًا، وما ذلك إلاَّ لكونها مَظِنَّةً لأنْ يَصحَبَها اعتقادٌ أن لغير الله تأثيرًا في الشفاء من الداء، وفي المحبة والبغضاء،

****

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ»، هذا وَرَدَ فيه أحاديث، أن الإنسان إذا استنجى من البول أو من الغائط لا يستنجي بالعظم، ولا يستنجي برجيع الدابة وهو روثها، وجاء تعليل ذلك بأن هذا طعام الجن؛ فالعظم طعام المسلمين من الجن، والروث طعام دوابهم، ذلك أن الله يعيد العظم أَوْفَرَ ما كان لحمًا للمؤمنين من الجن، ويعيد هذا الروث علفًا تأكله دوابهم، فلا يلوثه عليهم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ»، هذا فيه التحذير الشديد؛ لأنه إذا تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من شيء فهذا يدل على أنه كبيرة من كبائر الذنوب، فَفِعل هذه الأشياء كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنها وسيلة من وسائل الشرك والاعتقاد الفاسد.

 يقول المؤلف رحمه الله: «فانظر»؛ أي: انظر أيها المسلم «كيف جَعَلَ الرقي والتمائم والتولة شركًا»؛ لأن القلب يَتعلق بها مِن دون الله عز وجل، ويَظُن أنها هي التي تَنفع أو تَدفع عنه البلاء، فيَنصرف قلبُه عن الله، وهذه من مَظاهِر الشرك.

قوله: «اعتقاد أن لغير الله تأثيرًا في الشفاء من الداء»؛ أي: أنها تؤثر في الشفاء من الداء مع أن الشافي هو الله وحده، فيجب أن يَتعلق قلبُه بالله عز وجل.

وقوله: «مظنة»، فإذا كانت المظنة تُمنع فكيف إذا كانت يقينًا وأنه فَعَلَ هذا اعتقادًا، ولكن من قال: أنا لا أعتقد هذا، ولكني أنا ظننتُ


الشرح