×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

وَمَا حَكَاهُ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يَملك لِنَفْسِهِ نَفعًا ولا ضَرًّا، وَمَا قاله رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِقَرَابَتِهِ الَّذِينَ أَمَرَهُ الله بإنذارهم بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ [الشُّعَرَاء: 214]، فقام دَاعِيًا لَهُم، ومخاطِبًا لكل واحدٍ مِنْهُمْ قائلاً: «يا فلان ابْنَ فلانٍ لاَ أُغْني عنْكَ من اللهِ شَيْئًا، يا فلانة بنتَ فلانٍ لاَ أُغْني عنْكِ من اللهِ شَيْئًا، يا ابنتي لاَ أُغْني عنْكُمْ من اللهِ شَيْئًا».

****

 ولا يُطلَب مِنْهُ الحَوَائِج وَهُوَ مَيِّتٌ عليه الصلاة والسلام، ولا يُطلَب مِنْهُ ما لا يَقدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللهُ عز وجل؛ لأنه بَشَرٌ، وَهَذَا وَاضِحٌ جِدًّا.

قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٧ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٨يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ ١٩ [الاِنْفِطَار: 17- 19]، يَوْم الدِّين: أي يَوْم الحِسَاب، فالدِّين يَعْنِي الحِسَاب، وَهُوَ يَوْم عَظِيم، نَوَّهَ اللهُ بِشَأْنِه فَقَالَ: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٧ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٨ هَذَا تنويهٌ بِشَأْن هَذَا اليَوْم ﴿لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ فكل لَهُ عَمَلُه، ولا أَحَد يُنقِذ أحدًا يَوْم القِيَامَة، ولا أَحَدَ يُعطِي أَحَدًا شَيْئًا من الحَسَنَات، حَتَّى الوَلَد لا يُعطِي وَالِدَه، ﴿لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ؛ يَعْنِي: كل النُّفُوس لم يَستَثْنِ مِنْهَا شَيْئًا، لا الملائكة، ولا الرُّسُل، ولا الصَّالِحِينَ ولا غَيرهم، فَلاَ أَحَدَ يُغنِي عَن أَحَدٍ شَيْئًا، وَلَيْسَ لِلإِْنْسَان إلاَّ عَمَلُه، كُلٌّ لَهُ عَمَلُهُ: خَيْرًا كَانَ أو شَرًّا، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ [الأَنْعَام: 164].

 قَوْله: «وَمَا حَكَاهُ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يَملِك لِنَفْسِهِ نَفعًا ولا ضَرًّا»، الله جل وعلا قَالَ لرسوله: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا


الشرح