ولو كَانَ مُجَرَّد التَّكَلُّم بِكَلِمَة
التَّوْحِيد مُوجِبًا لِلدُّخُولِ فِي الإِسْلاَم، وَالخُرُوج من الكفر، سَوَاء
فَعَلَ المتكلِّمُ بها ما يطابق التَّوْحِيد أو يخالِفه لكانت نافعةً لليهود، مَعَ
أَنَّهُم يَقُولُونَ: ﴿عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ﴾ [التَّوْبَة: 30]
وللنصارى مَعَ أَنَّهُم يَقُولُونَ: ﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التَّوْبَة: 30]،
وللمنافقين مَعَ أَنَّهُم يكذبون بالدين، و ﴿يَقُولُونَ
بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ﴾ [الفَتْح: 11].
****
وَالدُّعَاء للأموات؛ فَهَذَا تَناقَضَ فِي قَوْله:
«لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، فـ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» لَيْسَت مُجَرَّد
لفظٍ يُقَال بدون التزام وعَمَلٍ، فمن «فَعَلَ
أفعالاً تخالِف التَّوْحِيد» مِثْل الشِّرْكِ بالله، أو تَرْكِ شَيْءٍ مِن
أَرْكَان الإِسْلاَم متعمِّدًا؛ كَمَن يَقُول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» لَكِنَّهُ لا يصلي أو يَقُول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» وَلَكِنَّهُ
يَمنع الزَّكَاة؛ فَهَذَا لَيْسَ بمسلم؛ لأنه «تَبَيَّنَ مِن حَالِهم خِلاَف ما حَكَتْهُ ألسنتُهم من إقرارهم
بالتَّوحِيد».
قَوْله: «ولو كَانَ مُجَرَّد التَّكَلُّم بِكَلِمَة التَّوْحِيد مُوجِبًا
لِلدُّخُولِ فِي الإِسْلاَم»؛ أي: لو كَانَ مُجَرَّد النطق بـ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» يكفي، ولو
فَعَلَ ما فَعَلَ من المخالَفات والمتناقِضات لها لَنَفَعَت اليهودَ والنصارى؛
لأَِنَّهُم يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ»، لَكِن مَعَ ذَلِكَ يَقُولُونَ: ﴿عُزَيۡرٌ
ٱبۡنُ ٱللَّهِ﴾ [التَّوْبَة: 30] ﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التَّوْبَة: 30]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المَائِدَة: 73]، فما يَنفعهم قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» مَعَ هَذِهِ
المقالات وَالاِعْتِقَادَات، وعُزَيْر قِيلَ إنه نَبِيٌّ من أنبياء بني إسرائيل،
وَقِيلَ: إنه رَجُل صالحٌ من بني إسرائيل.
الصفحة 1 / 327