وأولياءه الموحدين المخلصين لَهُ الَّذِينَ لم
يشركوا به شَيْئًا بذمهم ومعاداتهم، وتنقصوا من أشركوا به غَايَة التنقص؛ إِذ
ظنُّوا أَنَّهُم راضون مِنْهُمْ بِهَذَا، وأنهم أمروهم به وأنهم يوالونهم عَلَيْهِ،
وهؤلاء أعداء الرُّسُل فِي كل زَمَان وَمَكَان، وَمَا أَكْثَر المستجيبين لَهُم.
****
قَوْله: «فجَمَعُوا بَين الشِّرْك بالمعبود وتغيير دينه ومعاداة أهل التَّوْحِيد
ونسبتهم إِلَى التنقص بالأموات»؛ فقد جَمَعُوا بَين جريمتين:
الأُولَى:
الشِّرْك بالله عز وجل.
الثَّانِيَة:
معاداتهم لأهل التَّوْحِيد، ولأولياء الله عز وجل، والدعاة إِلَى الله؛ لأَِنَّهُم
يَنهون عَن الشِّرْك.
قَوْله:
«وهُم قَد تَنَقَّصُوا الخَالِقَ بالشركِ»،
إِذا قُلْنَا لَهُم: إن الولي لا يَملك لِنَفْسِهِ شَيْئًا، قَالُوا: هَذَا
تنقُّصٌ للأولياء، هَذَا وهم يَتَنَقَّصُون الخَالِقَ، ويُشرِكون بالله.
وتنقصوا: «أولياءه
الموحدين المخلصين لَهُ الَّذِينَ لم يشركوا به شَيْئًا بذمهم ومعاداتهم»،
تنقصوا الله بإشراكهم به، وتنقصوا أولياء الله بذمهم وتلقيبهم بِالأَلْقَابِ
الشنيعة؛ فهاتان جريمتان.
الأُولَى
أَنَّهُم «تنقصوا من أشركوا به غَايَة
التنقص» حَيْثُ رفعوه فَوْقَ منزلته، فأنت لما تمدح شخصًا بما لَيْسَ فيه
وتُنزله فِي مَنْزِلَةٍ فَوْقَ منزلته أَلَيْس هَذَا من بَاب التنقص لَهُ؟
·
فهُم
فَعَلُوا ثَلاَث جَرَائِم:
الأُولَى:
تنقَّصُوا الله سُبْحَانَهُ؛ حَيْثُ أَشرَكوا به.
الصفحة 1 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد