ومن ذلك ما أخرجه أحمد بإسناد جيد عن قطن بن قبيصة
عن أبيه أنه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الْعِيَافَةَ
وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ» ([1]). وأخرجه أبو داود
والنسائي وابن حبان أيضًا، وأخرج أبو داود بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ
اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ» ([2]).
****
أو أنهم صَوَّرُوا صُوَرَهم ونَصَبُوها، فكلتا
الآفتين من وسائل الشرك، العكوف على القبور والصور المعلَّقة كلها من وسائل الشرك.
قوله:
«إِنَّ الْعِيَافَةَ وَالطَّرْقَ
وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ»؛ يعني: من السِّحر، والعيافة: هي زجر الطير،
كانوا يَعتقدون في الطيور إذا مَرَّت يَنظُرون في حركاتها، وهذا يُسمَّى بالعيافة
وهي زجر الطير، وهي التَّطَيُّر بالسوانح والبوارح، إن طارت إلى جِهَةِ كَذَا
دَلَّ على الخير، وإن طارت إلى جِهَةِ كَذَا دَلَّ على الشر وهكذا، وهو من أمور
الجاهلية.
والطرق:
هو خَطٌّ يَخُطُّه الرَّمَّال في الأرض ويُخبِر عن المستقبل، وهم الذين يُسَمَّون
الرَّمَّالِين، يَخُطُّون في الرمل ويقولون: سيحصل كذا وسيحصل كذا.
قوله: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ»: الذين يعتقدون في النجوم بأنها تؤثر في الكون وهي الطوالع والغوارب، إذا غَربَ النجمُ الفلانيُّ يَحدُث كذا، وإذا طَلَعَ النجمُ الفلانيُّ في الفجر
([1]) أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (16292)، وأحمد رقم (20604)، وابن حبان رقم (6131).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد