ومن جُمْلَة الشُّبَه الَّتِي عَرَضَت لِبَعْض أهل
العِلْم ما جَزَمَ به السَّيِّد العَلامَة مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأَمِير رحمه
الله تعالى فِي شَرحِه لأبياته الَّتِي يَقُول فِي أَوَّلِها:
رَجَعْتُ
عَن النَّظم الَّذِي قُلْتُ فِي النَّجْدِيِّ
****
قَوْله
تَعَالَى: ﴿ٱدۡفَعۡ
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ﴾
[المُؤْمِنُون: 96]: وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ
وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ٣٥وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ
بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٣٦﴾
[فُصِّلَتْ: 34- 36]، لأن الإِنْسَان إِذا جَادَلْتَه قَد يُغضِبُك، والغضب من
الشَّيْطَان، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ
بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾
[فُصِّلَتْ: 36].
قَوْله: «ومن جُمْلَة الشُّبَهِ الَّتِي عَرَضَت لِبَعْض أهل العِلْم ما جَزَمَ به
السَّيِّد العَلامَة مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل...».
القصيدة
الأُولَى، يَقُول فِي مَطلَعِها:
رجعت عَن النظم الَّذِي قلت فِي النجدي **** قَد صَحَّ
لي عَنْهُ خِلاَف الَّذِي عِنْدِي
فقد جاءنا من أَرْضِهِ الشَّيْخ مربد **** فأبدى من
أحواله ما يبدي
إِلَى
آخر هَذِهِ القصيدة، فَهَلْ صَدَرَت هَذِهِ القصيدة فِعلاً عَن الصَّنْعَانِيِّ؟
فالذي ذَكَرَهُ الشَّيْخُ سُلَيْمَان بْن سحمان رحمه الله فِي كِتَابه «تبرئة الشَّيْخَيْنِ الإمامين عَمَّا افتراه
أهل الكذب والمين»؛ يَعْنِي: مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب ومحمد
الصَّنْعَانِيّ، رَدَّ عَلَى هَذِهِ القصيدة المفتراة عَلَى الصَّنْعَانِيِّ،
والكتاب مطبوعٌ، والشيخ ابْن سحمان يَرَى أنها مكذوبة عَلَيْهِ، والصنعاني
عِنْدَنَا لَهُ رسالة «تطهير
الاِعْتِقَاد»، تكفي فِي بَيَان العَقِيدَة.
الصفحة 1 / 327