فبَعَثَ اللهُ رُسُلَهُ تَنْهَى أن يُدْعَى أَحَدٌ
من دونه، لا دُعَاء عبَادَة، ولا دُعَاء استغاثة. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا
يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا ٥٦أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ
رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧﴾
الآيَة [الإِسْرَاء: 56- 57]. قَالَت طائفة من السَّلَف: كَانَ أَقْوَام يَدْعُون
المسيح وعزيرًا والملائكة...».
****
قَوْله: «فَبَعَثَ اللهُ رُسُلَهُ تَنْهَى أن يُدْعَى أَحَدٌ من دونه»
وَالدُّعَاء من أنواع تَوْحِيد الأُلُوهِيَّة قَالَ عز وجل: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾
[الجِنّ: 18].
قَوْله:
«لا دُعَاء عبَادَة، ولا دُعَاء استغاثة»؛
ولا غَيرهمَا؛ لأن الدُّعَاء عَلَى قِسْمَيْنِ:
دُعَاء
عبَادَة وَهُوَ الثَّنَاء عَلَى الله.
وَدُعَاء
مَسْأَلَة وَهُوَ طَلَبُ الحَوَائِج والاستغاثة.
الصفحة 1 / 327