وأما التَّشَفُّع بالمخلوق: فلا خِلافَ بين
المسلمين أنه يجوز طَلَبُ الشَّفَاعَة من المخلوقين فيما يَقدِرُون عليه مِن أمور
الدُّنْيَا، وثَبَتَ بالسُّنَّة المتواترة، واتِّفاق جميع الأُمَّة .
****
قوله:
«ومنه: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾
[الفاتحة: 5] »
تقديم المعمول يُفِيدُ الحَصْرَ، فنَحصر العبادة لله والاستِعَانَةَ وسائرَ أنواع
العبادة في الله وحده، فلا نَعبُدُ غَيْرَهُ ولا نستعين بغيره فيما لا يَقدِرُ
عليه إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، وهناك أشياءُ يَقدِر عليها المخلوقُ، ودَلَّت
الأدلةُ على جواز الاستِعَانَة به فيها، وأما ما لا يَقدِرُ عليه إلاَّ اللهُ فهو
المراد بالآية، فهذا لا يكون إلاَّ لله عز وجل.
قوله: «وأما التَّشَفُّع بالمخلوق» التَّشَفُّع بالمخلوق فِيمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِن الدُّعَاء، بأن يَدعُو اللهَ لكَ فهذا شفاعةٌ، فإذا دعا لكَ فقد شَفَعَ لكَ عند الله، وكذلك إذا كان له جاهٌ أو معرفةٌ بالناس، وشَفَعَ لكَ عند مَن عنده حوائج الناس مِن الأغنياء أو مِن الملوك؛ فلا بأس بذلك، قال تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ﴾ [النساء: 85]، وقال صلى الله عليه وسلم: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ» ([1])، فالشَّفَاعَة التي يَقدِر عليها المخلوقُ مُرغَّبٌ فيها، ومِن ذلك الدُّعَاءُ، أن تَطلُبَ مِن أخيكَ أن يَدعُو اللهَ لكَ، ومِن هذا الصَّلاة على الجنازة فإنها شفاعةٌ؛ لأن المُصَلِّين يَدْعُون للميت، وهذا شفاعةٌ له عند الله عز وجل؛ أما الشَّفَاعَةُ في المُحرَّم فلا تجوز، قال تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ﴾ [النساء: 85]، فلا يجوز للإنسان أن يَشفَعَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد