كما أوصانا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذا
زُرْنَا قبور المُسْلِمِينَ أن نترحم عَلَيْهِمْ، ونسأل الله لَهُم العَافِيَة
والمغفرة، فَعَكَسَ المُشْرِكُونَ هَذَا، وزَارَهم زِيَارَة العِبَادَة فِي قَضَاء
الحَوَائِج والاستِعَانَة بهم،
****
قَوْله:
«والميت محتاج إِلَى من يَدْعُو لَهُ،
ويترحم عَلَيْهِ، ويستغفر لَهُ»، المَيِّت بِحَاجَة إِلَى دعوة تَلحَقُه من
رَجُل صالح يَدْعُو لَهُ، فَهُوَ بِحَاجَة إِلَى هَذَا، لا أنه يُدعى هُوَ
ويُستغاث به هُوَ.
قَوْله: «كما أوصانا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذا زرنا قبور المُسْلِمِينَ
أن نترحم عَلَيْهِمْ، ونسأل الله لَهُم العَافِيَة والمغفرة»، أَمَرَنا
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذا مَرَرْنا بالمقابر أن نَقُول: «السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا،
وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ» ([1])،
«اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ
وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ([2])،
يَدْعُو لَهُم ولا يدعوهم؛ لأَِنَّهُم بِحَاجَة إِلَى هَذَا.
قَوْله:
«فَعَكَسَ المُشْرِكُونَ هَذَا، وزَارَهُم
زِيَارَة العِبَادَة فِي قَضَاء الحَوَائِج والاستِعَانَة بهم»، بدل أن
يَدْعُو لَهُم دعاهم واستغاث بهم.
·
وَزِيَارَة
القبور لأَِمْرَيْنِ:
الأَمْر
الأَوَّل: الاعتبار والاتعاظ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا
تُذَكِّرُكُمُ الآْخِرَةَ» ([3]).
الأَمْر الثَّانِي: أنه يَدْعُو للأموات بالرحمة والمغفرة؛ لأَِنَّهُم بِحَاجَة إِلَى هَذَا.
([1]) أخرجه: مسلم (974).
الصفحة 1 / 327