وجَعَلُوا قبورهم أوثانًا تُعبد، وسَمَّوْا
قَصْدَهَا: «حَجًّا»، واتَّخَذُوا عِنْدَهَا الوقفة، وحَلْقَ الرؤوس، فجَمَعُوا
بَين الشِّرْك بالمعبود وتغيير دينه ومعاداة أهل التَّوْحِيد ونسبتهم إِلَى التنقص
بالأموات، وهم قَد تَنَقَّصُوا الخَالِقَ بالشرك،
****
والمشركون
عَكَسُوا هَذَا، فجعلوا الزِّيَارَة الشركية بدل الزِّيَارَة الشرعية، فصاروا
يزورون القبور للتبرك بها والاستِغَاثَة بالأموات، وطَلَبِ قَضَاء الحَوَائِج من
الأَمْوَات، وَهَذَا عَكْسُ الزِّيَارَة الشرعية.
قَوْله: «وجَعَلُوا قبورهم أوثانا تُعبد»، من دون الله، وَقَد استعاذ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بربه من ذلك، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ
اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])،
فَإِذَا دُعي المَيِّت وتُبُرِّكَ به، ورُجِيَ أن يَنفع أو يَضر فقد صَارَ
وَثَنًا، وإن كَانَ القبر لنَبِيّ أو لرجل صالح، حَتَّى قبر النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم إِذا اعتُقِد فيه هَذَا الاِعْتِقَادُ صَارَ وَثَنًا.
قَوْله:
«وَسَمَّوْا قَصْدَهَا: حَجًّا»؛ لأن
لزيارتهم لها مناسك؛ كمناسك الحَجّ.
قَوْله: «واتَّخَذُوا عِنْدَهَا الوقفة، وحَلْقَ الرؤوس»؛ أي عَمِلُوا عِنْدَ القبور أَعْمَال الحَجّ فيقفون عِنْدَهَا، ويَحلقون رؤوسهم مِثْل ما يَحلق المؤمن رأسه فِي الحَجّ.
([1]) أخرجه: مالك رقم (85).
الصفحة 2 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد