ومن ذَلِكَ ما ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ
حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم: «قَالَ الله تَعَالَى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي،
فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً» ([1]).
ولهما عَن
عَائِشَة أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ» ([2]).
****
من وسائل الشِّرْك: التصوير،
وَهُوَ إيجاد صورة تُشبِه الصُّورَة الَّتِي خَلَقَها الله، وَذَلِكَ بِعَمَل المُصوِّر
إِمَّا بالرسم بِاليَدِ وَإِمَّا بالنحت بالصُّوَر المُجسَّمة وبِناء الصُّورَة،
وَإِمَّا بالالتقاط بالآلة الكهربائية، مِمَّا يَنتج عَنْهُ وجود صورة تُشبِه
الصُّورَة الَّتِي خَلَقَها الله، وَهَذَا مضاهاة لِخَلق الله عز وجل.
فَهَذَا
المصوِّر يُحاوِل أن يحاكي الصُّورَة الَّتِي خَلَقَها الله، وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مضاهاة لِخَلق الله؛ أي: مشابَهة، فالمصوِّر
يحاوِل أن يوجِد صورةً تُشبِه الصُّورَة الَّتِي خَلَقَها الله.
وَهُوَ
وسيلة للشرك؛ لأن قوم نُوح لم يُشرِكوا إلاَّ بِسَبَب الصُّوَر الَّتِي نَصَبُوها
للصالحين عَلَى مَجالِسِهم، واعتَقَدُوا فِيهَا أنها تَنفع وتَضر بتسويل من
الشَّيْطَان فعَبَدُوها من دون الله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7559)، ومسلم رقم (2111).
الصفحة 1 / 327