إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18]، وقال: ﴿رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100]، وقال: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 71]، إلى أن قال: ﴿وَرِضۡوَٰنٞ
مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾
[التوبة: 72]، فرضي الله عن الصحابة أجمعين، ومنهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، ولا يُقالُ: كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؛ بل يقال: رضي الله عنه، قال
تعالى: ﴿وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾.
·
وقد
أَخْبَرَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أوصاه بأربع كلمات:
الأولى:
قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ
لِغَيْرِ اللهِ»، بأن يَتقَرَّب بالذبح لغير الله، سواء ذَبَحَ للقبور أو
الأَضْرِحَة أو ذَبَحَ للأولياء والصالِحِين؛ أمَّا مَن ذَبَحَ ذبيحةً لِضَيفٍ
يُكرِمُه بها، فهذا ليس من العبادة، بل هذا من المباحات، فقد ذَبَحَها لِلَّحْم،
ولم يَذبَحْهَا لِلتَّقَرُّب، لِيُكرِم بها هذا الضَّيفَ العزيزَ عليه، وقد أباحه
الله سبحانه وتعالى، ولكن مَن ذَبَحَ لغير الله يَتقَرَّب للمخلوق بهذه الذبيحة،
ويُعظِّمُه بهذه الذبيحة حيًّا أو ميتًا، فقد لَعَنَهُ الله عز وجل، فدَلَّ على
شناعة هذا الذنب وأن صاحبه مُستَحِقٌّ للعنة؛ لأنه مُشرِكٌ، ومِن ذلك الذَّبْحُ
لتعظيم الملوك وغيرهم عند نزولهم عن دوابهم ومركوباتهم.
الثانية:
قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ
وَالِدَيْهِ»، وَكَيْفَ يَلْعَنُ وَالِدَيْهِ؟ سُئِلَ النبي صلى الله عليه
وسلم: «وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ
وَالِدَيْهِ؟»، فقال: «يَسُبُّ
الرَّجُلُ
الصفحة 1 / 327