×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ» ([1])، المتسبِّب في لَعْنِ أبيه وأُمِّهِ، فإذا لَعَنَ رجلاً فإن ابن هذا الرجل سيَلعَن والِدَ هذا الذي لَعَنَ والِدَه، فيكون متسبِّبًا في ذلك، فكيف إذا باشَرَ هذا بأن لَعَنَهما صراحةً؟ قال: «لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ».

الثالثة: قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا»؛ أي: حَمَى ودَافَعَ عن من وَجَبَ عليه حَدٌّ من حدود الله، فيأتي شخصٌ ويَمنَع إقامةَ الحد عليه مِن قصاصٍ أو رجمٍ أو جلدٍ، أو غير ذلك، فهذا ملعونٌ، وفي روايةٍ: «مُحْدَثًا» بالفتح؛ أي: بدعة، فمن ناصَرَ البدعة وأيَّدَها فهو ملعونٌ، ومن كَتَب يؤيِّد البِدَعَ ويُصَحِّحُ البِدَعَ فهو ملعونٌ؛ لأنه آوى مُحْدَثًا، فالحديث فيه روايتان:

الرواية الأولى: «مَنْ آوَى مُحْدِثًا»، بكسر الدال، والمراد: من وَجَبَ عليه حَدٌّ مِن حدود الله، فلا بُدَّ أن يُطبَّقَ عليه الحدُّ كائنًا من كان، ولا يُنظَر إلى مكانته، فمن حَمَاهُ ومَنَعَه مِن إقامته عليه فهو ملعونٌ.

الرواية الثانية: «مَنْ آوَى مُحْدَثًا» بفتح الدال أي: بدعة في الدين بأن نَشَرَها أو نَصَرَها.

الرابعة: قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَْرْضِ»، المنار: جمع منارة، وهي العلامة، والمراد بـ «مَنَارَ الأرضِ» قيل: العلامات التي تُحدِّد أملاك الجيران المتجاوِرِين في المِلكِيَّات في المَزارع أو في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5973).