الأراضي، فإنهم يَضَعُون علاماتٍ تُحدِّد مِلْكَ
هذا مِن مِلْكِ هذا، تُسَمَّى بالمراسيم، فهذه منارُ الأرض التي تُبَيِّن وتُبرِزُ
حقوقَ الناس بعضها من بعض، فإذا جاء واحدٌ وتَصَرَّفَ في هذه العلامات بأن
قَدَّمَها أو أَخَّرَها فهو ملعونٌ؛ لأنه اعتدى على حقوق الناس.
وقيل:
المراد بـ «مَنَارَ الأَْرْضِ»: أعلام
الحَرَمِ المنصوبة على حُدُود الحرم، فلا يُغيِّرها فيُدخِل في الحَرَم ما ليس
منه، أو يُخرِج من الحَرَم ما هو منه.
وقيل:
المراد بـ «مَنَارَ الأَْرْضِ»:
العلاَمات التي على الطُّرق، يَهتَدِي بها المسافِرُون، فإذا غَيَّرَها ضَلَّ المسافِرُون،
وعلامات الطُّرق سواء كانت حجارةً أو لوحاتٍ، أو غير ذلك، لا يجوز تغييرها.
والحديث
عامٌّ في منار الأرض، وعامٌّ لهذه الأمور كُلِّهَا، فلا يجوز تغييرها لما
يَترَتَّب عليه من الضَّرر.
والشاهد
من الحديث قوله: «لَعَنَ
اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»؛ لأن هذا شِركٌ، يَستَحِقُّ صاحِبُهُ
اللعنةَ، فهؤلاء الذين يَذبَحُون عند القبور ملعونون على لسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ملعونون إلى أن تَقُومَ الساعةُ، مَن الذي يَرفَعُ عنهم اللعنةَ؟ لا
أَحَدَ يَرفَع اللعنة إلاَّ التوبة، فإذا تابوا إلى الله والْتَزَمُوا
بالتَّوحِيد، فالله يتوب على من تابَ: وتَرتَفِع عنهم اللعنةُ، أما إذا
استَمَرُّوا على هذا أو أَمَرُوا به أو حَسَّنوهُ؛ فهم ملعونون، وهم يَحسبون أنهم
يُحسِنُون صُنعًا، وأنهم يُحِبُّون الصالحين، وأنهم يُعظِّمون الصالحين، فهم
يُشرِكُون بالله ويقولون: هذا تعظيمٌ للصالحين!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد