وهل هَذَا إلاَّ فِعل من يَعتقد التأثير اشتراكًا
أو استقلالاً؟ ولا أَعدَلُ من شَهَادَة أفعال جوارح الإِنْسَان عَلَى بطلان ما
يَنطق به لِسَانه من الدعاوى البَاطِلَة العاطلة، بل مَن زَعم أنه لم يحصل مِنْهُ
إلاَّ مُجَرَّد التَّوسُّل وَهُوَ يَقُول بِلِسَانِهِ: يا فلان، مناديًا لمن
يَعتقده من الأَمْوَات فَهُوَ كاذب عَلَى نفسه، ومن أَنكَرَ حُصُول النداء للأموات
والاستِغَاثَة بهم استقلالاً؛ فليُخبِرنا ما مَعْنى ما نَسمعه فِي الأقطار اليمنية
من قَوْلهم: يا ابْن العُجيل، يا زيلعي، يا ابْن علوان، يا فلان يا فلان.
وهل يُنْكِر هَذَا
مُنكِرٌ أو يَشُكُّ فيه شاكٌّ؟
****
وَهَذَا
لا يحتاج إِلَى واسطة، فَهُوَ يَسمعك ويراك، ويَعلم ما فِي قلبك، ويَعلم حاجتك،
فبمجرد أنك تَرفع يديك إِلَيْهِ وتدعوه؛ فَهُوَ قَرِيبٌ مجيبٌ سبحانه وتعالى.
قَوْله: «وهل هَذَا إلاَّ فِعل من يَعتقد التأثير اشتراكًا أو استقلالاً»؛ أي:
كَلاَمهم لَيْسَ بصحيحٍ.
قَوْله:
«ولا أَعدَلُ من شَهَادَة أفعال جوارح
الإِنْسَان...» فالذي يَقُول: إني لا أَعتقد أَنَّهُم يَنفعون أو يَضرون
تُكذِّبه جوارحُه إِذا ذَبَحَ لَهُم أو نَذَرَ لَهُم، فَهَذَا فِعل الجَوَارِح،
فيُكذِّب قَوْل اللسان إنه لا يَعتقد فِيهِم، لولا أنه يَعتقد فِيهِم النَّفْع والضَّرَّ
ما ذَبَحَ لَهُم، ولا نَذَرَ لَهُم ولا استغاثَ بهم؛ وَلِذَلِكَ فِي يَوْم
القِيَامَة يَستنطق الله الجَوَارِح والجلود عَلَى أَصْحَابهَا ويَختم عَلَى
أفواههم.
الصفحة 1 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد