إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ
تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»؛ يَعْنِي:
يَقُول بعضكم هَذَا، «وَتَقُولُونَ:
وَالْكَعْبَةِ»؛ أي: تَحلِفون بالكعبة، «فأَمَرَهم
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولُوا»: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ
فُلاَنٌ، وأَنْ يَقُولُوا: «وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ»؛ أي: أن يَحلِفوا بالله عز وجل، فَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم
قَبِلَ مِنْهُ هَذِهِ الملاحَظةَ، وحَذَّرَ أَصْحَابَه مِنْهَا، فَهَذَا فيه
قَبُولُ الحَقِّ مِمَّن جَاءَ به، ولو كَانَ عَدُوًّا، التَّنْبِيه عَلَى الخَطَأ يَقبَلُه
المسلم ولو كَانَ من أَفْضَلِ النَّاس، قَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْد
الوَهَّاب رحمه الله: «وَفِيهِ فَهْمُ
الإِنْسَان إِذا كَانَ لَهُ هَوًى»، فَاليَهُودِيُّ فَهِمَ الشِّرْكَ
الأَصْغَرَ مِن أَجْلِ أن يُعَيِّرَ به المُسْلِمِينَ وله هَوًى ومغزى، وَلَيْسَ
خوفًا من الشِّرْك أو بُغضًا للشرك، وَلَكِن من أجل أن يُعيِّر به المُسْلِمِينَ.
قَوْله:
«قولوا: «وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»»؛ أي:
احلِفُوا بالله عز وجل، ولا تَحلِفُوا بالكعبة لأَِنَّهَا مخلوقة، فَلاَ يَجُوزُ
الحَلِف بمخلوق، حَتَّى ولو كَانَ لَهُ فضلٌ ومكانةٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ
أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1]).
وفِي الحَدِيث «أن رجلاً» خاطَبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فـ «قَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجَعَلْتَنِي لِلهِ نِدًّا؟!»؛ يَعْنِي: شريكًا ومشابِهًا، قل: «مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ»، فالمسلم يَقُول: ما شَاءَ اللهُ وَحْدهُ، أو يَقُول: ما شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فلانٌ، فيأتي بـ «ثُمَّ».
الصفحة 1 / 327