×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

ولله دَرُّ خليله إِبْرَاهِيم حَيْثُ يَقُول: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦ [إِبْرَاهِيم: 35- 36] وَمَا نجا مِن شَرَكِ هَذَا الشِّرْكِ الأَكْبَرِ إلاَّ مَن جَرَّدَ توحيدَه لله، وعادى المشركين فِي الله، وتَقَرَّبَ بِمَقْتِهِمْ إِلَى الله... انتهى كَلاَم ابْن القيم.

فانظر كيف صَرَّحَ بأن ما يَفعله هَؤُلاَءِ المعتقِدون فِي الأَمْوَات هُوَ شِرْك أَكْبَر،

****

الثَّانِيَة: تَنَقَّصُوا عِبادَ الله الصَّالِحِينَ؛ حَيْثُ رفعوهم فَوْقَ منزلتهم.

الثَّالِثَة: وَقَد كَذَبُوا عَلَيْهِمْ: «إِذْ ظنُّوا أَنَّهُم رَاضُونَ مِنْهُمْ بِهَذَا»، والأولياء والصالحون عَلَى الحَقِيقَة ما رَضُوا بِهَذَا؛ بل ماتوا وهم يجاهِدون أَهْلَه ويُحذِّرون مِنْهُ، فَلَمَّا ماتوا عَكَفُوا عَلَى قبورهم.

قَوْله: «وهؤلاء أعداء الرُّسُل فِي كل زَمَان وَمَكَان»؛ أي: الَّذِينَ يَعبدون القبور هُم أعداء الرُّسُل فِي كل زَمَان وَمَكَان، وَلَيْسَ أعداؤهم فَقَط فِي الجَاهِلِيَّة، بل حَتَّى فِي الإِسْلاَم.

قَوْله: «وَمَا أَكْثَر المستجيبين لَهُم»؛ أي: ما أَكْثَر المستجيبين لَهُم والمتأثرين بهم، وَمَا أَكْثَر مَن يَتنَقَّص أهل التَّوْحِيد وأهل الدَّعْوَة إِلَى الله.

 قَوْله: «ولله دَرُّ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيم حَيْثُ يَقُول: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦ [إِبْرَاهِيم: 35- 36] » فما أَكْثَرَ مَن يَعبُد الأَصْنَام فِي هَذِهِ الأمَّة؛ لأن مَن عَبَدَ القبور فَهُوَ مِثْل مَن يَعبُد الأَصْنَام.


الشرح