وغرض الإِمَام الشوكاني من هَذَا النقل عَن
الإِمَام ابْن القيم رحمه الله الرَّدّ عَلَى الَّذِينَ يَقُولُونَ: إن ابْن القيم
يَقُول: إن دُعَاء الأَمْوَات والاستِغَاثَة بهم من الشِّرْك الأَصْغَر، وأنه من
الكفر العِلْمِيّ، وَقَد كَذَبُوا عَلَى ابْن القيم، فالإمام الشوكاني رحمه الله
نَقَلَ كَلاَمَ ابْن القيم لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ.
قَوْله:
«فانظر كيف صرَّحَ بأن ما يَفعله
هَؤُلاَءِ المعتقدون فِي الأَمْوَات...»، كَأَنَّ المعارِضون لِعَقِيدَة
التَّوْحِيد والمؤيِّدون لِعبَادَة القبور قَد لبّسوا عَلَى الإِمَام
الصَّنْعَانِيّ رحمه الله، وأنه تراجع عَن القصيدة الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى
الإِمَام الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رحمه الله يؤيده، ولو فُرِضَ أنه تراجَعَ
عَن هَذِهِ القصيدة بِسَبَب ما لَبَّسَهُ عَلَيْهِ مربد التَّمِيمِيُّ؛ فَإِنَّهَا
تبقى رسالته «تطهير الاِعْتِقَاد عَن
أدران الإِلْحَاد»، وهؤلاء لَفَّقوا نُقولاً لَيْسَت فِي صالحهم بل فَضَحَتهم؛
من ذَلِكَ أَنَّهُم نَقَلوا عَن ابْن القيم أنه يرى أن عبَادَة القبور
والاستِغَاثَة بالأموات أنها كُفرٌ عمليٌّ وشركٌ أصغرُ؛ فالإمام الشوكاني رحمه
الله نَقَلَ كَلاَم ابْن القيم رحمه الله فِي هَذِهِ المَسْأَلَة وصَرَّحَ أن
فِعلَهم هَذَا شِرْكٌ أَكْبَرُ، وأنه أَصْلُ كُفر العَالَم، ففَضَحَهم اللهُ
بِهَذَا الكذب عَلَى الإِمَام الصَّنْعَانِيّ وَعَلَى الإِمَام ابْن القيم،
فَهَذَا كَلاَم ابْن القيم وَهَذَا نَصُّهُ الَّذِي نَقَلَهُ عَنْهُ الشوكاني.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد