ولابن أبي حاتمٍ عن حذيفة رضي الله عنه أنه رأى
رجلاً في يده خَيْطٌ لِلْحُمَّى فقَطَعَه، وقَرَأَ: ﴿وَمَا
يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف: 106] ([1]).
وفي «الصحيح» عن
أبي بَشير الأنصاريِّ رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض
أسفاره، فَأَرْسَلَ رَسُولاً: «لاَ تَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ
مِنْ وَتَرٍ إلاَّ قُطِعَتْ» ([2]).
وأَخرَجَ أحمدُ
وأبو داود عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ» ([3]).
****
قوله: «عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يَدِهِ خَيْطٌ لِلْحُمَّى فَقَطَعَهُ...»
هذا صاحِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى رجلاً في يده خيطٌ، فأَنكَرَ عليه
وقَطَعَهُ، وهذا فيه إنكار المُنكَرِ باليد لِمَن يَملِك ذلك، وقال: ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ
أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾
يُؤمِن أَكثَرُهم بتوحيد الرُّبوبيَّة، ويُشرِك في توحيد الأُلُوهِيَّة.
قوله: «لاَ تَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ إلاَّ قُطِعَتْ»، كانوا يُقَلِّدُون الإبلَ في الجاهلية القلائدَ؛ لاِتِّقاء العَيْنِ والضَّرَرِ، والوتر: الجلد المدبوغ، كانوا يَجعلونه للسهام ورَمْيِ النبل؛ فإذا أخلق الوتر جَعَلُوه في رقاب الإبل؛ لِيَقِيَها من العين، فالنبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
([1]) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (12040).
الصفحة 2 / 327