قَوْله:
«يَخْتَصُّ به سُبْحَانَهُ»؛ يَعْنِي:
لا يَصلُح إلاَّ لله من العِبَادَات.
قَوْله:
«فَلاَ اعتبار بِالاِسْمِ قَطُّ»؛ لأن
الأَسْمَاء لا تُغيِّر الحقائقَ، فَدُعَاء غير الله شركٌ، ولو سَمَّاهُ تَوَسُّلاً
وطلبًا للشفاعة؛ فَهُوَ شركٌ، فالشرك هُوَ عبَادَة غير الله ولو سَمَّوْه
تَوَسُّلاً وتَشَفُّعًا؛ فَلِهَذَا أَنكَرَ اللهُ عَلَى الَّذِينَ يَقُولُونَ: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾
[يُونُس: 18] ثُمَّ قَالَ فِي ختام الآيَة: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يُونُس: 18]، فسَمَّاه شِركًا مَعَ أَنَّهُم
يَقُولُونَ: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾
[يُونُس: 18] قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ
يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي
مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾
[الزُّمُر: 3].
فحَكَمَ
عَلَيْهِ أنه كفرٌ وكذبٌ، وهم يَقُولُونَ: إن هَذَا تَوَسُّطٌ بالمخلوق إِلَى الله
عز وجل، وَلَكِن الأَسْمَاء لا تُغَيِّر الحقائق.
قَوْله: «ومَن لَم يَعرف هَذَا فَهُوَ جاهلٌ» مَن أَنكَرَ هَذَا وخَصَّ الشِّرْك بِبَعْض الأَشْيَاء ونفاه عَن بَعْضهَا - مَعَ أن الحُكْم واحد - فَهَذَا جاهلٌ و«لا يَستحق أن يُخَاطَب بما يُخَاطَب به أهلُ العِلْم»، فالجاهل لا يُخَاطَب بما يُخَاطَب به العُلَمَاء، ولا يُجادَل بما يجادَل به العُلَمَاء؛ لأنه لا يَرتَفِع إِلَى هَذِهِ المنزلة.
الصفحة 2 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد