ثُمَّ قَالَ ابْن القيم رحمه الله تعالى فِي
ذَلِكَ الكتاب بعد فراغه من ذكر الشِّرْك الأَكْبَر والأصغر، والتعريف لَهُمَا:
ومن أنواع الشِّرْك سُجُود المريد لِلشَّيْخِ، ومن أنواعه التَّوْبَة لِلشَّيْخِ،
فَإِنَّهَا شرك عَظِيم، ومن أنواعه النَّذْر لغير الله، والتوكل عَلَى غير الله،
وَالعَمَل لغير الله، والإنابة والخضوع والذل لغير الله، وابتغاء الرِّزْق من
عِنْدَ غير الله، وإضافة نعمه إِلَى غَيره، ومن أنواعه طَلَبُ الحَوَائِج من
الموتى، والاستِغَاثَة بهم، والتوجه إِلَيْهِمْ.
****
إن القبوريين يَحلفون بالله وهم كاذبون، ولا
يَحلفون بالقبور والأموات إلاَّ وهم صادقون، يَخافون من المَيِّت أن يصيبهم،
وَلِهَذَا لو تَوجَّهَت عَلَيْهِ يَمِين، فَقِيل لَهُ: احْلِف بالله، حلف مباشرة،
وَإِذَا قِيلَ لَهُ: احْلِف بالولي انتفض وتلكأ؛ لأنه يخاف من الولي أنه يعاقبه،
فَإِذَا وصل إِلَى هَذَا الحَدّ فَهَذَا شِرْك أَكْبَر.
قَوْله: «فِي ذَلِكَ الكتاب» الَّذِي هُوَ «مدارج السالكين».
قَوْله:
«ومن أنواع الشِّرْك سُجُود المريد
لِلشَّيْخِ»، وَهَذَا مَوْجُود فِي الصوفية، فهم يسجدون لمشايخهم، وَالسُّجُود
لا يَكُون إلاَّ لله عز وجل، وَلَكِن لتعظيمهم إياهم.
قَوْله: «ومن أنواعه التَّوْبَة لِلشَّيْخِ، فَإِنَّهَا شرك عَظِيم»، التَّوْبَة لِلشَّيْخِ، فَلاَ يتوب لله، وَهَذَا عِنْدَ بَعْض الصوفية إِذا أَخْطَأَ لا يتوب إِلَى الله بل يتوب إِلَى الشَّيْخ، يذهب لِلشَّيْخِ ويتوب إِلَيْهِ؛ لأنه يعتقد أن الشَّيْخ يعذبه ويضره بزعمه.
الصفحة 2 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد