باب السجود للسهو
لما كان الإنسان
عرضة للنسيان والذهول، وكان الشيطان يحرص على أن يشوش عليه صلاته ببعث الأفكار
وإشغال باله بها عن صلاته، وربما ترتب على ذلك نقص في الصلاة أو زيادة فيها بدافع
النسيان والذهول؛ فشرع الله للمصلي أن يسجد في آخر صلاته تفاديًا لذلك، وإرغامًا
للشيطان، وجبرًا للنقصان، وإرضاءً للرحمن، وهذا السجود هو ما يسميه العلماء سجود
السهو.
والسهو هو النسيان،
وقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وكان سهوه من تمام نعمة الله على
أمته، وإكمال دينهم، ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو؛ فقد حفظ عنه صلى الله
عليه وسلم وقائع السهو في الصلاة، سلم من اثنتين فسجد، وسلم من ثلاث فسجد، وقام من
اثنتين ولم يتشهد فسجد ([1])، وغير ذلك، وقال
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَسْجُدْ» ([2]).
ويشرع سجود السهو
لأحد ثلاثة أمور:
أولاً: إذا زاد في الصلاة
سهوًا.
ثانيًا: إذا نقص منها
سهوًا.
ثالثًا: إذا حصل عنده شك في زيادة أو نقص.
([1])رواه البخاري: في كتاب: (أبواب القبلة)، باب: « التوجه نحو القبلة حيث كان » (392)،ومسلم: في كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « السهو في الصلاة والسجود له » (572).
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد