باب في آداب المشي إلى الصلاة
أيها المسلم، إنك
بحاجة ماسة إلى معرفة الآداب المشروعة التي تسبق الصلاة؛ استعدادًا لها؛ لأن
الصلاة عبادة عظيمة ينبغي أن يسبقها استعداد وتهيؤ مناسب؛ ليدخل المسلم في هذه
العبادة على أحسن الهيئات:
فإذا مشيت إلى
المسجد لتؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين؛ فليكن ذلك بسكينة ووقار، والسكينة: هي
الطمأنينة والتأني في المشي، والوقار: الرزانة والحلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة
الالتفات.
وقد ورد في «الصحيحين»
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلاَةُ، فَلاَ
تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ، فَمَا
أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» ([1])، وروى الإمام مسلم؛
قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ فَهُوَ فِي
صَلاَةٍ» ([2]).
وليكن خروجك أيها المسلم إلى المسجد مبكرًا؛ لتدرك تكبيرة الإحرام، وتحضر الصلاة مع الجماعة من أولها، وقارب بين خطاك في مشيك إلى الصلاة؛ لتكثر حسناتك؛ ففي «الصحيحين» عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُخْرِجُهُ
([1])رواه البخاري: كتاب: (الأذان)، باب: « لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار » (636)، ومسلم: كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة والنهي عن إتيانها سعيًا » (602).
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد