×
الملخص الفقهي الجزء الأول

باب في التطوع المطلق

روى أهل السنن؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: «الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» ([2]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ» رواه الحاكم ([3]).

وقد مدح الله القائمين من الليل:

قال تعالى:﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ [الذّاريَات: 17-18].

وقال تعالى:﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [السَّجدَة: 16-17].

والنصوص في ذلك كثيرة تدل على فضل قيام الليل، فالتطوع المطلق أفضله قيام الليل؛ لأنه أبلغ في الإسرار،


الشرح

([1])رواه مسلم: في كتاب: (الصوم)، باب: « فضل صوم المحرم » (1163).

([2])رواه مسلم: في كتاب: (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: « في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء » (757).

([3])رواه الترمذي: كتاب: (الدعوات) (3549)، والطبراني في « الكبير » (6154)، و ابن خزيمة (1135)، والحاكم (1156).