باب في سجود التلاوة
ومن السنن: سجود التلاوة، سمي
بذلك من إضافة المسبب للسبب؛ لأن التلاوة سببه، فهو سجود شرعه الله ورسوله عبودية
عند تلاوة الآيات واستماعها؛ تقربًا إليه سبحانه، وخضوعًا لعظمته، وتذللاً بين
يديه.
ويُسن سجود التلاوة
للقارئ والمستمع، وقد أجمع العلماء على مشروعيته.
قال ابن عمر رضي
الله عنهما: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ السُّورَةَ الَّتِي
فِيهَا السَّجْدَةُ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ. حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا
مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ» متفق عليه ([1]).
قال الإمام العلامة
ابن القيم رحمه الله: «ومواضع السجدات أخبار وأوامر: خبر من الله عن سجود مخلوقاته
له عمومًا أو خصوصًا؛ فسن للتالي والسامع أن يتشبه بهم عند تلاوته آية السجدة أو
سماعها، وآيات الأوامر -أي: التي تأمر بالسجود- بطريق الأولى» ([2]).
وعن أبي هريرة مرفوعًا: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» رواه مسلم وابن ماجه ([3]).
([1])رواه البخاري: كتاب: (الجمعة)، باب: « ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة » (1076)، ومسلم: كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « سجود التلاوة » (575).
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد