باب في آداب قضاء
الحاجة
اعلم -وفقني الله
وإياك وجميع المسلمين- أن ديننا كامل متكامل، ما ترك شيئًا مما يحتاجه الناس في
دينهم ودنياهم إلا بينه، ومن ذلك آداب قضاء الحاجة؛ ليتميز الإنسان الذي كرمه الله
عن الحيوان بما كرمه الله به؛ فديننا دين النظافة ودين الطهر؛ فهناك آداب شرعية
تفعل عند دخول الخلاء وحال قضاء الحاجة.
فإذا أراد المسلم
دخول الخلاء -وهو المحل المعد لقضاء الحاجة-؛ فإنه يستحب له أن يقول: «بِسْمِ
اللهِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» ([1]). ويقدم رجله اليسرى
حال الدخول، وعند الخروج يقدم رجله اليمنى، ويقول: «غُفْرَانَكَ» ([2])، «الحَمْدُ لله
الَّذِي أَذْهَبَ عَنّي الأَذَى وَعَافَانِي» ([3])، وذلك لأن اليمنى
تستعمل فيما من شأنه التكريم والتجميل، واليسرى تستعمل فيما من شأنه إزالة الأذى
ونحوه.
وإذا أراد أن يقضي حاجته في فضاء -أي: في غير محل معد لقضاء الحاجة-؛ فإنه يستحب له أن يبعد عن الناس؛ بحيث يكون في مكان خال، ويستتر عن الأنظار بحائط أو شجرة أو غير ذلك.
([1])رواه البخاري: كتاب: (الوضوء)، باب: « دخول الخلاء » (142)، ومسلم: كتاب: (الحيض)، باب: « ما يقول إذا أراد دخول الخلاء » (375) بدون البسملة. وإن تفرد بها أحد الرواة؛ « الخبث والخبائث »: جمع خبث وخبيثة أي: ذكور الشياطين وإناثهم.
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد