باب في صفة الصلاة
بعد أن بينا أركان
الصلاة وواجباتها وسننها القولية والفعلية، نريد أن نذكر صفة الصلاة المشتملة على
تلك الأركان والواجبات والسنن حسبما وردت به النصوص من صفة صلاة النبي صلى الله
عليه وسلم، لتكون قدوة للمسلم؛ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا
رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([1])، وإليك سياق ذلك:
كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة؛ استقبل القبلة، ورفع يديه، واستقبل ببطون
أصابعها القبلة، وقال: «اللَّهُ أَكْبَرُ».
ثم يمسك شماله
بيمينه، ويضعهما على صدره.
ثم يستفتح، ولم يكن
صلى الله عليه وسلم يداوم على استفتاح واحد؛ فكل الاستفتاحات الثابتة عنه يجوز
الاستفتاح بها، ومنها: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ
اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» ([2]).
ثم يقول: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم يقرأ فاتحة
الكتاب، فإذا ختمها؛ قال: «آمين».
ثم يقرأ بعد ذلك سورة طويلة تارة وقصيرة تارة ومتوسطة تارة، وكان يطيل قراءة الفجر أكثر من سائر الصلوات، وكان يجهر بالقراءة في الفجر والأوليين من المغرب والعشاء، ويُسر القراءة فيما سوى
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد