باب في صلاة الوتر
وأحكامها
ولنبدأ الآن بالحديث
عن صلاة الوتر لأهميته، فقد قيل: إنه آكد التطوع، وذهب بعض العلماء إلى وجوبه، وما
اختلف وجوبه؛ فهو آكد من غيره مما لم يختلف في عدم وجوبه.
اتفق المسلمون على
مشروعية الوتر، فلا ينبغي تركه، ومن أصر على تركه؛ فإنه ترد شهادته، قال الإمام
أحمد: «من ترك الوتر عمدًا؛ فهو رجل سوء، لا ينبغي أن تقبل شهادته» ([1])، وروى أحمد وأبو
داود مرفوعًا: «مَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا» ([2]).
والوتر: اسم للركعة
المنفصلة عما قبلها، ولثلاث الركعات وللخمس والسبع والتسع والإحدى عشرة -إذا كانت
هذه الركعات متصلة بسلام واحد-، فإذا كانت هذه الركعات بسلامين فأكثر، فالوتر اسم
للركعة المنفصلة وحدها.
ووقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء الآخرة ويستمر إلى طلوع الفجر، ففي «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: «مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ» ([3]).
([1])« المغني » (1/827).
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد