×
الملخص الفقهي الجزء الأول

باب في أركان الصلاة وواجباتها وسننها

أيها المسلم، إن الصلاة عبادة عظيمة، تشتمل على أقوال وأفعال مشروعة تتكون منها صفتها الكاملة؛ فهي كما يعرفها العلماء: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم.

وهذه الأقوال والأفعال ثلاثة أقسام: أركان، وواجبات، وسنن.

فالأركان: إذا ترك منها شيء، بطلت الصلاة، سواء كان تركه عمدًا أو سهوًا، أو بطلت الركعة التي تركه منها، وقامت التي تليها مقامها، كما يأتي بيانه.

والواجبات: إذا ترك منها شيء عمدًا؛ بطلت الصلاة، وإن كان تركه سهوًا؛ لم تبطل، ويجبره سجود السهو.

والسنن لا تبطل الصلاة بترك شيء منها لا عمدًا ولا سهوًا، لكن تنقص هيئة الصلاة بذلك.

والنبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة كاملة بجميع أركانها وواجباتها وسننها، وقال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي...» ([1]).

القسم الأول: أركان الصلاة أربعة عشر: وهي كما يلي:

الركن الأول: القيـام في صلاة الفريضة:

قال تعالى:﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البَقَرَة: 238]، وفي حديث عمران مرفوعًا: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ


الشرح

([1])رواه البخاري: في كتاب: (الأذان)، باب: « الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة، وكذلك بعرفة وجمع وقول المؤذن: الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة » (605).