×
الملخص الفقهي الجزء الأول

باب في صلاة التراويح وأحكامها

مما شرعه نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك صلاة التراويح، وهى سنة مؤكدة، سميت تراويح: لأن الناس كانوا يستريحون فيها بين كل أربع ركعات، لأنهم كانوا يطيلون الصلاة.

وفعلها جماعة في المسجد أفضل؛ فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في المسجد ليالي، ثم تأخر عن الصلاة بهم، خوفًا من أن تُفرض عليهم؛ كما ثبت في «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة، وصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، وكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم، فلما أصبح؛ قال: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» ([1]) وذلك في رمضان، وفعلها صحابته من بعده، وتلقتها أمته بالقبول، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2]) وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». متفق عليه ([3]).


الشرح

([1])رواه البخاري: كتاب: (الجمعة)، باب: « تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب وطرق النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا ليلة للصلاة » (1129)، ومسلم: كتاب: (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: « الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح » (761).

([2])رواه الترمذي: في كتاب: (الصوم) (806)، وابن ماجه (1327)، والنسائي (1298) وابن حبان (2547)

([3])رواه البخاري: كتاب: (الإيمان)، باب: « تطوع قيام رمضان من الإيمان » (37)، ومسلم: كتاب: (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: « الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح » (759).